۩¸¸.·´´¯ محمــد قـدوتي ومنهجـي الاجتماعـي¯ ´´`·.¸¸۩ وفاة محمد صلى الله عليه وسلم ص108

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أمة الرحمن 2008
    النجم الفضي
    • Nov 2006
    • 1712

    فى انتظار تعليقاتكم أخواتى
    ويا حبذا لو ساهمت أى أخت بمشاركة صغيرة
    تقول فيها الرسول قدوتى وتذكر لنا مجال من مجالات الحياة أو صفة من مكارم الأخلاق
    مثل العفو والكرم والشجاعة أو قدوة فى أى عمل كالتجارة وهكذا

    تعليق

    • أمة الرحمن 2008
      النجم الفضي
      • Nov 2006
      • 1712

      السلام عليكم
      سأبدأ أنا
      الرسول صلى الله عليه وسلم قدوتى فى تربية الأبناء
      فكان رحيما يقبل الأولاد ويحنو عليهم ويعظهم ويعلمهم برفق
      روى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الحسن بن على وعنده الأقرع بن حابس التميمى جالسا ،
      فقال الأقرع : إن لى عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا ، فنظر إليه رسول الله صلى عليه وسلم ،
      ثم قال : " من لا يَرحم لا يُرحم "
      وفى رواية :" أو أمْلِك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة "
      أسأل الله أن يرزقنى الاقتداء به اللهم آمين

      تعليق

      • noorelhoda
        "متميزة صيف 1429هـ و مُبدعة صيف 1430هـ "صانعة الأطايب
        • Nov 2007
        • 21464

        رعاية النبي r لذوي الاحتياجات الخاصة
        فعن أنس رضي الله عنه أن امرأة كان في عقلها شيء، فقالت: يا رسول الله إن لي إليك حاجة! فَقَالَ: "يَا أُمّ فُلاَنٍ! انظري أَيّ السّكَكِ شِئْتِ، حَتّىَ أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ"، فخلا معها في بعض الطرق، حتى فرغت من حاجتها(1). وهذا من حلمه وتواضعه r وصبره على قضاء حوائج ذوي الاحتياجات الخاصة..
        وفي هذا دلالة شرعية على وجوب تكفل الحاكم برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، صحيًّا واجتماعيًّا، واقتصاديًّا، ونفسيًّا، والعمل على قضاء حوائجهم، وسد احتياجاتهم.
        ومن صور هذه الرعاية
        - العلاج والكشف الدوري لهم.
        - تأهيلهم وتعليمهم بالقدر الذي تسمح به قدراتهم ومستوياتهم.
        - توظيف مَن يقوم على رعايتهم وخدمتهم.
        ولقد استجاب الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لهذا المنهج النبوي السمح، فأصدر قرارًا إلى الولايات:
        "أن ارفعوا إلىَّ كُلَّ أعمى في الديوان أو مُقعَد أو مَن به فالج أو مَن به زمانة تحول بينه وبين القيام إلى الصلاة. فرفعوا إليه"، وأمر لكل كفيف بموظف يقوده ويرعاه، وأمر لكل اثنين من الزمنى -من ذوي الاحتياجات- بخادمٍ يخدمه ويرعاه(2) .
        وعلى نفس الدرب سار الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك -رحمه الله تعالى-، فهو صاحب فكرة إنشاء معاهد أو مراكز رعاية لذوي الاحتياجات الخاصة، فأنشأ [عام 707م - 88هـ] مؤسسة متخصصة في رعايتهم، وظّف فيها الأطباء والخدام وأجرى لهم الرواتب، ومنح راتبًا دوريًّا لذوي الاحتياجات الخاصة، وقال لهم: "لا تسألوا الناس"، وبذلك أغناهم عن سؤال الناس، وعين موظفًا لخدمة كل مقعد أو كسيح أو ضرير(3).
        الأولوية لهم في الرعاية وقضاء احتياجاتهم
        وإذا كان الإسلام قد قرر الرعاية الكاملة لذوي الاحتياجات الخاصة، والعمل على قضاء حوائجهم، فقد قرر أيضًا أولوية هذه الفئة في التمتع بكافة هذه الحقوق، فقضاء حوائجهم مقدم على قضاء حوائج الأصحاء، ورعايتهم مقدمة على رعاية الأكفاء، ففي حادثة مشهورة أن سيدنا محمد r عبس في وجه رجل أعمى -هو عبد الله ابن أم مكتوم رضي الله عنه- جاءه يسأله عن أمرٍ من أمور الشرع، وكان يجلس إلى رجالٍ من الوجهاء وعلية القوم، يستميلهم إلى الإسلام، ورغم أن الأعمى لم يرَ عبوسه، ولم يفطن إليه، فإن المولى تبارك وتعالى أبى إلا أن يضع الأمور في نصابها، والأولويات في محلها، فأنزل سبحانه آيات بينات تعاتب النبي الرحيم صلى الله عليه وسلم عتابًا شديدًا:
        يقول الله فيها: ]عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى[ [عبس: الآيات 1 - 5]
        يقول الباحث الإنجليزي "لايتنر" معلقًا على هذا الحادث:
        ".. مرة، أوحى الله تعالى إلى النبي r وحيًا شديد المؤاخذة؛ لأنه أدار وجهه عن رجل فقير أعمى ليخاطب رجلاً غنيًا من ذوي النفوذ، وقد نشر ذاك الوحي، فلو كان r كما يقول أغبياء النصارى بحقه r؛ لما كان لذاك الوحي من وجود!"(4)
        وقد كان النبي r -بعد ذلك- يقابل هذا الرجل الضرير، فيهش له ويبش، ويبسط له الفراش، ويقول له: "مرحبًا بمن عاتبني فيه ربي!"(5)
        ففي هذه القصة، نرى علّة المعاتبة؛ لكونه r انشغل بدعوة الوجهاء عن قضاء حاجة هذا الكفيف، وكان الأولى أن تُقضى حاجته، وتقدم على حاجات من سواه من الناس.
        وفي هذه القصة دلالة شرعية على تقديم حاجات ذوي الاحتياجات الخاصة على حاجات من سواهم.
        عفوه r عن سفهائهم وجهلائهم:
        وتجلت رحمة الحبيب r بذوي الاحتياجات الخاصة، في عفوه عن جاهلهم، وحلمه على سفيههم، ففي معركة أحد [شوال 3هـ - إبريل 624م]، لما توجه الرسول r بجيشه صوب أحد، وعزم على المرور بمزرعة لرجل منافق ضرير، أخذ هذا الأخير يسب النبي r وينال منه، وأخذ في يده حفنة من تراب وقال -في وقاحة- للنبي r: والله لو أعلم أني لا أصيب بها غيرك لرميتك بها! حَتى همَّ أصحاب النبي بقتل هذا الأعمى المجرم، فأبي عليهم -نبي الرحمة- وقال: "دعوه!"(6).
        ولم ينتهز رسول الله ضعف هذا الضرير، فلم يأمر بقتله أو حتى بأذيته، رغم أن الجيش الإسلامي في طريقه لقتال، والوضع متأزم، والأعصاب متوترة، ومع ذلك لما وقف هذا الضرير المنافق في طريق الجيش، وقال ما قال، وفعل وما فعل، أبى رسول الله إلا العفو عنه، والصفح له، فليس من شيم المقاتلين المسلمين الاعتداء على أصحاب العاهات أو النيل من أصحاب الإعاقات، بل كانت سنته معهم؛ الرفق بهم، والاتعاظ بحالهم، وسؤال الله أن يشفيهم ويعافينا مما ابتلاهم.
        تكريمه ومواساته r لهم
        فعن عائشة رضي الله عنه أنها قالت: سمعت رسول الله r يقول: "إن الله عز وجل أوحى إليّ أنه من سلك مسلكًا في طلب العلم سهلت له طريق الجنة ومن سلبت كريمتيه [يعني عينيه] أثَبْته عليهما الجنة..." (7)
        وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه، عن النبي r، عن رب العزة - قال: "إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين، لم أرضَ له ثوابًا دون الجنة، إذا حمدني عليهما"(8).
        ويقول النبي r لكل أصحاب الإصابات والإعاقات: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُشَاكُ شَوْكَةً فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا كُتِبَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ وَمُحِيَتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ"(9).
        ففي مثل هذه النصوص النبوية والأحاديث القدسية، مواساة وبشارة لكل صاحب إعائقة؛ أن إذا صبر على مصيبته، راضيًا لله ببلوته، واحتسب على الله إعاقته، فلا جزاء له عند الله إلا الجنة.
        وقد كان النبي r يقول عن عمرو بن الجموح رضي الله عنه، تكريمًا وتشريفًا له: "سيدكم الأبيض الجعد عمرو بن الجموح" وكان أعرج، وقد قال له النبي r ذات يوم: "كأني أنظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة"، وكان رضي الله عنه يُولِم على رسول الله r إذا تزوج(10).
        وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله r استخلف ابن أم مكتوم على المدينة مرتين يصلي بهم وهو أعمى(11) .
        وعن عائشة رضي الله عنه أن ابن أم مكتوم كان مؤذنًا لرسول الله r وهو أعمى(12).
        وعن سعيد بن المسيب رحمه الله أن المسلمين كانوا إذا غزوا خلفوا زمناهم، وكانوا يسلمون إليهم مفاتيح أبوابهم، ويقولون لهم: قد أحللنا لكم أن تأكلوا مما في بيوتنا(13) .
        وعن الحسن بن محمد قال: دخلت على أبي زيد الأنصاري فأذن وأقام وهو جالس قال: وتقدم رجل فصلى بنا، وكان أعرج أصيبت رجله في سبيل الله تعالى(14).
        وهكذا كان المجتمع النبوي، يتضافر في مواساة ذوي الاحتياجات الخاصة، ويتعاون في تكريمهم، ويتحد في تشريفهم، وكل ذلك اقتداء بمنهج نبي الرحمة r مع ذوي الاحتياجات الخاصة.
        زيارته r لهم
        وشرع الإسلام عيادة المرضى عامة، وأصحاب الإعاقات خاصة؛ وذلك للتخفيف من معاناتهم.. فالشخص المعاق أقرب إلى الانطواء والعزلة والنظرة التشائمية، وأقرب من الأمراض النفسية مقارنة بالصحيح، ومن الخطأ إهمال المعاقين في المناسابات الاجتماعية، كالزيارات والزواج..
        وقد كان رسول الله r يعود المرضى، فيدعو لهم، ويطيب خاطرهم، ويبث في نفوسهم الثقة، وينشر على قلوبهم الفرح، ويرسم على وجوهه البهجة، وتجده ذات مرة يذهب إلى أحدهم في أطراف المدينة، خصيصًا؛ ليقضي له حاجة بسيطة، أو أن يصلي ركعات في بيت المبتلى تلبية لرغبته.. فهذا عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه -وكان رجلاً كفيفًا من الأنصار- يقول للنبي r: وددتُ يا رسول الله أنك تأتيني فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى.
        فوعده r بزيارة وصلاة في بيته قائًلا -في تواضع جم-: "سَأَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ"..
        قال عتبان فغدا رسول الله r وأبو بكر حين ارتفع النهار فاستأذن رسول الله r فأذنتُ له فلم يجلس حتى دخل البيت، ثم قال: "أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ"، فأشرتُ له إلى ناحية من البيت فقام رسول الله r، فكبر فقمنا، فصفنا، فصلى ركعتين، ثم سلم(15) .
        الدعاء لهم


        وتتجلى -أيضًا- رحمة نبي الإسلام r بالفئات الخاصة -من ذوي الاحتياجات- عندما شرع الدعاء لهم، تثبيتًا لهم، وتحميسًا لهم على تحمل البلاء.. ليصنع الإرادة في نفوسهم، ويبني العزم في وجدانهم.. فذات مرة، جاء رجل ضرير البصرِ إلى حضرة النبي r.. فقَالَ الضرير: ادعُ اللَّهَ أنْ يُعافيني..
        قَالَ الرحمة المهداة r: "إنْ شِئتَ دَعوتُ، وإنْ شِئتَ صبرتَ فهوَ خيرٌ لك".
        قَالَ: فادعُهْ. فأمرَهُ أنْ يتوضَّأ فيُحسنَ وُضُوءَهُ ويدعو بهذا الدعاء: "الَّلهُمَّ إنِّي أسألكَ وأتوجَّهُ إليكَ بنبيِّكَ مُحَمَّد نبيِّ الرَّحمةِ إنِّي توجَّهتُ بكَ إِلى رَبِّي في حاجتي هذِهِ لتُقْضَى لي، الَّلهُمَّ فَشَفِّعْهُ فيَّ"(16) .
        وأَتَتْ النَّبِيَّ r امرأة تُصرع، فقالت: إني أُصْرَعُ، وإني أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي!
        فقَال النبيَr : "إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ".
        فقالت: أَصْبِرُ. ثم قالت: إِنِّي أَتَكَشَّفُ! فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ.
        فَدَعَا لَهَا r (17) .
        وهكذا المجتمع الإسلامي؛ يدعو -عن بكرة أبيه- لأصحاب الإعاقات والعاهات وما رأينا مجتمعًا على وجه الأرض يدعو بالشفاء والرحمة لأصحاب الاحتياجات الخاصة، غير مجتمع المسلمين، ممن تربوا على منهج نبي الإسلام!.
        تحريم السخرية منهم
        كان ذوو الاحتياجات الخاصة، في المجتمعات الأوروبية الجاهلية، مادة للسخرية، والتسلية والفكاهة، فيجد المعاق نفسه بين نارين، نار الإقصاء والإبعاد، ونار السخرية والشماتة، ومن ثَم يتحول المجتمع -في وجدان أصحاب الإعاقات- إلى دار غربة، واضهاد وفرقة.. فجاء الشرع الإسلامي السمح؛ ليحرّم السخرية من الناس عامة، ومن أصحاب البلوى خاصة، ورفع شعار "لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك". وأنزل الله تعالى آيات بينات تؤكد تحريم هذه الخصلة الجاهلية، فقال:
        ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ[ [الحجرات: 11]
        كما ثبت عن النبي r أنه قال: "الكِبْر بطر الحق وغَمْط الناس"(18) .."وغمط الناس": احتقارهم والاستخفاف بهم، وهذا حرام، فإنه قد يكون المبتلى أعظم قدرًا عند الله، أو أكبر فضلاً على الناس، علمًا وجهادًا، وتقوى وعفة وأدبًا.. ناهيك عن القاعدة النبوية العامة، الفاصلة: "فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ"(19).
        ولقد حذر النبي r أشد التحذير، من تضليل الكفيف عن طريقه، أو إيذائه، عبسًا وسخرية، فقال:
        "مَلْعُونٌ مَنْ كَمَهَ أَعْمَى عَنْ طَرِيقٍ"(20)
        فهذا وعيد شديد، لمن اتخذ العيوب الخلقية سببًا للتندر أو التلهي أو السخرية، أو التقليل من شأن أصحابها، فصحاب الإعاقة هو أخ أو أب أو ابن امتحنه الله؛ ليكون فينا واعظًا، وشاهدًا على قدرة الله، لا أن نجعله مادة للتلهي أو التسلي.
        رفع العزلة والمقاطعة عنهم:
        فقد كان المجتمع الجاهلي القديم، يقاطع ذوي الاحتياجات الخاصة، ويعزلهم، ويمنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية، كحقهم في الزواج، والاختلاط بالناس.
        فقد كان أهل المدينة قبل أن يبعث النبي r لا يخالطهم في طعامهم أعرج ولا أعمى ولا مريض، وكان الناس يظنون بهم التقذّر والتقزّز. فأنزل الله تعالى:
        ]لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون[ [النور: 61] (21).
        أي ليس عليكم حرج في مؤاكلة المريض والأعمى والأعرج، فهؤلاء بشر مثلكم، لهم كافة الحقوق مثلكم، فلا تقاطعوهم ولا تعزلوهم ولا تهجروهم، فأكرمكم عند الله أتقاكم، "والله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أشكالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم".
        وهكذا نزل القرآن، رحمة لذوي الاحتياجات الخاصة، يواسيهم، ويساندهم نفسيًّا، ويخفف عنهم. وينقذهم من أخطر الأمراض النفسية التي تصيب المعاقين، جراء عزلتهم أو فصلهم عن الحياة الاجتماعية.
        وبعكس ما فعلت الأمم الجاهلية، فلقد أحل الإسلام لذوي الاحتياجات الخاصة الزواج، فهم -والله- أصحاب قلوب مرهفة، ومشاعر جياشة، وأحاسيس نبيلة، فأقر لهم الحق في الزواج، ما داموا قادرين، وجعل لهم حقوقًا، وعليهم واجبات، ولم يستغل المسلمون ضعف ذوي الاحتياجات، فلم يأكلوا لهم حقًّا، ولم يمنعوا عنهم مالاً، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال:
        "أَيُّمَا رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً وَبِهَا جُنُونٌ أَوْ جُذَامٌ أَوْ بَرَصٌ؛ فَمَسَّهَا فَلَهَا صَدَاقُهَا كَامِلاً..."(22).
        التيسير عليهم ورفع الحرج عنه


        ومن الرحمة بذوي الاحتياجات الخاصة مراعاة الشريعة لهم في كثيرٍ من الأحكام التكليفية، والتيسير عليهم ورفع الحرج عنهم، فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن رسول الله r أملى عليه: "لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله". قال: فجاءه ابن أم مكتوم وهو يملها "علي" رضي الله عنه (لتدوينها)، فقال: يا رسول الله، لو أستطيع الجهاد لجاهدت، وكان رجلاً أعمى، قال زيد بن ثابت: فأنزل الله تبارك وتعالى على رسوله r، وفخذه على فخذي، فثقلت عليّ حتى خفت أن ترض فخذي [من ثقل الوحي]، ثم سُرّي عنه، فأنزل الله عز وجل: ]‏غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ(23) .
        وقال تعالى -مخففًا عن ذوي الاحتياجات الخاصة-: ]لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً[ [الفتح: 17 ]
        فرفع عنهم فريضة الجهاد في ساح القتال، فلم يكلفهم بحمل سلاح أو الخروج إلى نفير في سبيل الله، إلا إن كان تطوعًا.. ومثال ذلك، قصة عمرو بن الجموح رضي الله عنه في معركة أحد، فقد كان رضوان الله عليه رجلاً أعرج شديد العرج، وكان له بنون أربعة، يشهدون مع رسول الله r المشاهد فلما كان يوم أحد أرادوا حبسه، وقالوا له: إن الله عز وجل قد عذرك! فأتى رسول الله r فقال: إن بني يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه والخروج معك فيه. فوالله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة! فقال نبي الرحمة r: "أما أنت فقد عذرك الله فلا جهاد عليك"، ثم قال لبنيه: "ما عليكم أن لا تمنعوه لعل الله أن يرزقه الشهادة"، فخرج مع الجيش فقتل يوم أحد (24).
        بيد أن هذا التخفيف الذي يتمتع به المعاق في الشرع الإسلامي، يتسم بالتوازن والاعتدال، فخفف عن كل صاحب إعاقة قدر إعاقته، وكلفه قدر استطاعته، يقول القرطبي:
        "إن الله رفع الحرج عن الأعمى فيما يتعلق بالتكليف الذي يشترط فيه البصر، وعن الأعرج فيما يشترط في التكليف به من المشي، وما يتعذر من الأفعال مع وجود العرج، وعن المريض فيما يؤثر المرض في إسقاطه، كالصوم وشروط الصلاة وأركانها، والجهاد ونحو ذلك"(25).
        ومثال ذلك الكفيف والمجنون، فالأول مكلف بجلّ التكاليف الشرعية باستثناء بعض الواجبات والفرائض كالجهاد.. أما الثاني فقد رفع عنه الشارع السمح كل التكاليف، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله r قال: "رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنْ الصَّغِيرِ حَتَّى يَكْبَرَ، وَعَنْ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ" (26).
        فمهما أخطأ المجنون أو ارتكب من الجرائم، فلا حد ولا حكم عليه، فعن ابن عباس قال: أتي عمر بمجنونة قد زنت فاستشار فيها أناسًا فأمر بها عمر أن ترجم، فمرّ بها على علي بن أبي طالب رضوان الله عليه فقال: ما شأن هذه؟ قالوا: مجنونة بني فلان زنت، فأمر بها عمر أن ترجم. فقال: ارجعوا بها! ثم أتاه، فقال: يا أمير المؤمنين! أما علمت أن القلم قد رفع عن ثلاثة، عن المجنون حتى يبرأ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يعقل؟ قال: بلى. قال: فما بال هذه ترجم؟! قال: لا شيء. قال علي: فَأَرْسِلْهَا. فَأَرْسَلَهَا. فجعل عمر يُكَبِّرُ (27).
        هكذا كان المنهج النبوي في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، في وقت لم تعرف فيه الشعوب ولا الأنظمة حقًّا لهذه الفئة، فقرر -الشرع الإسلامي- الرعاية الكاملة والشاملة لذوي الاحتياجات الخاصة، وجعلهم في سلم أولويات المجتمع الإسلامي، وشرع العفو عن سفيههم وجاهلهم. وتكريم أصحاب البلاء منهم، لا سيما من كانت له موهبة أو حرفة نافعة أو تجربة ناجحة، وحث على عيادتهم وزيارتهم، ورغب في الدعاء لهم، وحرّم السخرية منهم، ورفع العزلة والمقاطعة عنهم، ويسّر عليهم في الأحكام ورفع عنهم الحرج. فالله في شريعة الإسلام ونبي الإسلام!.
        ][

        تعليق

        • Salma1
          كبار الشخصيات " قلم ماسي "صاحبة الذوق الرفيع
          • Jul 2006
          • 7942

          السلام عليكم ورحمة الله


          حياكن المولى اخواتي
          سعداء بنشاطكن وتفاعلكن في حملتنا المباركة ان شاءالله

          والشكر لكن واحدة واحدة على حسن التواصل وجميل التواجد لا عدمناكن بيننا


          :




          الحبيبة امة الرحمن



          بارك الله فيكِ على تلخيص هذا المقال الرائع والشافي عن سيرة رسول الله
          صلى الله عليه وسلم

          نعم لا ينكر ناكر ان سيرته من اوضح السير وأوثقها في التاريخ بفضل الله عزوجل..
          فقد اتصفت بالكمال بالنسبة لسير الناس والاشخاص الذين تم نقل سيرهم الينا عبر التاريخ
          ولم يعرف العالم اوضح منها...وهي خاصية تفردت بها سيرته عليه الصلاة والسلام
          عن السير الاخرى ومهما بلغت من الدقة والوضوح..

          هو قدوتنا امس واليوم وغدا والى الممات ان شاءالله
          جعلنا الله ممن يقولون القول فيتبعون احسنه


          ابدعتِ عزيزتي في الاختيار والعرض



          تعليق

          • أمة الرحمن 2008
            النجم الفضي
            • Nov 2006
            • 1712

            المشاركة الأصلية بواسطة Um talal
            السلام عليكم ورحمة الله


            حياكن المولى اخواتي
            سعداء بنشاطكن وتفاعلكن في حملتنا المباركة ان شاءالله
            والشكر لكن واحدة واحدة على حسن التواصل وجميل التواجد لا عدمناكن بيننا


            :




            الحبيبة امة الرحمن


            بارك الله فيكِ على تلخيص هذا المقال الرائع والشافي عن سيرة رسول الله
            صلى الله عليه وسلم

            نعم لا ينكر ناكر ان سيرته من اوضح السير وأوثقها في التاريخ بفضل الله عزوجل..
            فقد اتصفت بالكمال بالنسبة لسير الناس والاشخاص الذين تم نقل سيرهم الينا عبر التاريخ
            ولم يعرف العالم اوضح منها...وهي خاصية تفردت بها سيرته عليه الصلاة والسلام
            عن السير الاخرى ومهما بلغت من الدقة والوضوح..

            هو قدوتنا امس واليوم وغدا والى الممات ان شاءالله
            جعلنا الله ممن يقولون القول فيتبعون احسنه


            ابدعتِ عزيزتي في الاختيار والعرض
            جزاك الله خيرا يا أم طلال
            وبارك الله فيك وفى نوران
            سعدت بمشاركتك الطيبة فى الوقفة

            تعليق

            • mahmouds_angel
              كبار الشخصيات
              • Aug 2006
              • 12645

              حبيبتي امة الرحمن
              جزاك الله كل خير على هدا الموضوع
              الرائع لروعة سيرة صاحبه
              عليه افضل الصلاة و اتم التسليم
              بالنسبة لي الرسول علسه الصلاة و السلام
              قدوتي في رد الاساءة بالاحسان
              احاول قدر المستطاع ان اكون مثله عليه السلام
              من الكاظمين الغيظ العافين عن الناس
              و اتدكر بان الله عز و جل وعد من يقوم بدلك بالاجر الكبير
              عوضا عن انه يرضيه و يسعده لقاء عمله هدا

              جزاك الله كل خير و بارك فيك و اسعدك حبيبتي
              أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه

              تعليق

              • noorelhoda
                "متميزة صيف 1429هـ و مُبدعة صيف 1430هـ "صانعة الأطايب
                • Nov 2007
                • 21464

                مشكوره اختى امه الرحمن ربنا يجعله فى ميزان حسناتك
                ][

                تعليق

                • نورس المغرب
                  شهد القصيد
                  • Jan 2008
                  • 891

                  المشاركة الأصلية بواسطة أمة الرحمن 2008
                  فى انتظار تعليقاتكم أخواتى
                  ويا حبذا لو ساهمت أى أخت بمشاركة صغيرة
                  تقول فيها الرسول قدوتى وتذكر لنا مجال من مجالات الحياة أو صفة من مكارم الأخلاق
                  مثل العفو والكرم والشجاعة أو قدوة فى أى عمل كالتجارة وهكذا
                  جزاك الله خيرا غاليتي أمة الرحمن
                  على موضوعك القيم
                  ولاشاركك فقد اخترت موضوع
                  الرسول (ص) قدوتي في التربية

                  فقد كان صلى الله عليه وسلم مربيا كملت فيه صفات المربي الحق
                  فهو رفيق في تعليمه
                  وقد قال :
                  إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف
                  أخرجه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها
                  وقال ايضا (ص):
                  ما كان الرفق في شيء الا زانه وما نزع من شيء الا شانه
                  اخرجه مسلم عن عائشة رضي الله عنها

                  ومن امثلة رفقه وهو يربي
                  ان جاءه اعرابي فقال في التشهد:
                  اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا احدا
                  فقال له (ص):
                  لقد حجرت واسعا
                  ثم قام الاعرابي فبال في طرف المسجد
                  فأراد الصحابة ضرب الاعرابي
                  فمنعهم (ص) ودعا بدلو من ماء فصبه على بول الاعرابي
                  ثم دعا الاعرابي برفق ولين وحسن خلق فقال :
                  ان هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من الاذى والقذر وانما هي للصلاة والذكر وقراءة القرآن
                  اخرجه مسلم عن انس بن مالك
                  فذهب هذا الاعرابي الى قومه لما رأى من الرفق واللين
                  فدعاهم الى الاسلام فاسلموا

                  وكمثال آخر
                  دخل اليهود عليه (ص) فقالوا:
                  السام عليك ( يعني الموت)
                  فقالت عائشة:
                  عليكم السام واللعنة
                  فقال (ص):
                  يا عائشة ماهذا؟ ان الله يكره الفحش والتفاحش وقد رددت عليهم ماقالوا فقلت: وعليكم
                  أخرجه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها

                  فليس في قاموس حياته (ص) ولا في معجم ادبه
                  كلمة نابية ولا بذيئة ولا فاحشة
                  وانما طهر كله ونقاء وصفاء ولين ووفاء
                  صلى الله عليه وسلم
                  صلى الله عليه وسلم
                  صلى الله عليه وسلم

                  تعليق

                  • . تيوليب***
                    مشرفة النافذة الاجتماعية-نجمة الأطباق الرمضانية
                    • Jul 2007
                    • 17916

                    السلام عليكم
                    اختى أمة الرحمن
                    سلمت يداك وبارك الله فيك
                    الرسول قدوتى فى كل صفاته احاول جاهده ان اقتدى به
                    ومن هذه الصفات
                    العفـــو عمن ظلمنى
                    الحلم - على قدر استطاعتى
                    و جعله الله فى ميزان حسناتك
                    وزيدينا بارك الله فيك





                    تعليق

                    • Salma1
                      كبار الشخصيات " قلم ماسي "صاحبة الذوق الرفيع
                      • Jul 2006
                      • 7942

                      اختي الغالية
                      نور الهدى
                      بوركت على اضافتك لموضوع ذوو الاحتياجات الخاصة
                      لم يترك شرعنا ولا قدوتنا رسول الله مجالا الا واحاطنا به
                      وكان ذلك من سمو اخلاق ديننا الحنيف وانسانيته وشموليته
                      واهتمامه بكافة فئات المجتمع

                      جزاك المولى خيرا وجعله في ميزان حسناتك





                      تعليق

                      • Salma1
                        كبار الشخصيات " قلم ماسي "صاحبة الذوق الرفيع
                        • Jul 2006
                        • 7942

                        سؤال المسابقة..

                        السلام عليكم ورحمة الله

                        سؤال اليوم :

                        اكتبي تتمة الحديث الشريف:
                        عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
                        (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون
                        وفضل عائشة على النساء ..... ..... ..... ...... ......) رواه البخاري

                        ::

                        :





                        تعليق

                        • ♥أم عبد الله♥
                          كبار الشخصيات- بالعلم نرتقي -شعلة العطاء -لؤلؤة شتوية نادرة- بالعلم نرتقي - زهرة الحوار
                          • Mar 2007
                          • 10541

                          كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ



                          تعليق

                          • mahmouds_angel
                            كبار الشخصيات
                            • Aug 2006
                            • 12645

                            كفضل الثريد على باقي الطعام
                            أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه

                            تعليق

                            • noorelhoda
                              "متميزة صيف 1429هـ و مُبدعة صيف 1430هـ "صانعة الأطايب
                              • Nov 2007
                              • 21464

                              كفضل الثؤيد على سائر الطعام
                              ][

                              تعليق

                              • . تيوليب***
                                مشرفة النافذة الاجتماعية-نجمة الأطباق الرمضانية
                                • Jul 2007
                                • 17916

                                كفضل التريد على سائرالطعام





                                تعليق

                                يعمل...